تُعدّ القنوات المرارية جزءًا أساسيًا من الجهاز الهضمي، حيث تلعب دورًا محوريًا في نقل العصارة الصفراوية من الكبد إلى المرارة ثم إلى الأمعاء؛ مما يساعد في هضم الدهون وامتصاص الفيتامينات الذائبة في الدهون، ولكن قد تعاني القنوات المرارية من انسدادات نتيجة أسباب مختلفة، مثل الحصوات المرارية أو الأورام أو التهابات مزمنة؛ مما يؤدي إلى مشكلات صحية خطيرة، وفي هذا السياق، تُعتبر عمليات تركيب دعامة في القنوات المرارية واحدة من الإجراءات الطبية الدقيقة والفعالة التي تساهم في استعادة تدفق العصارة الصفراوية بشكل طبيعي، خاصة وأن هذه العمليات عادة باستخدام تقنيات متطورة توفر حلاً سريعًا وفعّالًا مع تقليل المضاعفات والآلام للمرضى.
وفي هذه المقالة سنتعرف على عمليات تركيب دعامة في القنوات المرارية بالتفصيل وذلك مع الدكتور خالد الشريف – دكتوراه واستشاري مناظير الجهاز الهضمي والكبد، كلية طب القصر العيني، جامعة القاهرة – فتابعوا معنا قراءة هذا المقال للنهاية لتتعرفوا على كافة التفاصيل.
ماهي القنوات المرارية؟
لفهم عمليات تركيب دعامة في القنوات المرارية بشكل أفضل، من الضروري التعرف أولاً على طبيعة هذه القنوات، وعامة القنوات المرارية هي أنابيب دقيقة تربط بين أعضاء الجهاز الهضمي المختلفة، وتتمثل وظيفتها الرئيسية في نقل العصارة الصفراوية بين هذه الأعضاء، ويشمل الجهاز الصفراوي الكبد، والأمعاء، والمرارة، ويعمل بتكامل لدعم عملية الهضم.
العصارة الصفراوية هي سائل يصنعه الكبد، يحتوي هذا السائل على الأحماض الصفراوية التي تساعد في تكسير وهضم الدهون والبروتينات، وهذه الأحماض قد تضر الأعضاء غير المهيئة لحمل هذا السائل، وذلك لأنها أحماض قوية، كما أن القنوات الصفراوية قد تحمل إنزيمات من البنكرياس، لذلك في حالة وصول هذه العصارة إلى أجزاء الجسم الأخرى فقد تسبب الكثير من الأضرار لهذا الجزء.
تبدأ القنوات المرارية من داخل الكبد، إذ يخرج من الكبد قناتين يرتبطان معًا ليكونا القناة الصفراوية الكبدية المشتركة، وتقوم المرارة، أو الحوصلة المرارية، بتخزين العصارة الصفراوية إلى أن يحين وقت استخدامها، وتتصل المرارة بالقناة الصفراوية الكبدية المشتركة عبر القناة الكيسية؛ مما يشكل القناة المرارية المشتركة التي تمتد لتصل في النهاية إلى الأمعاء لتفرز العصارة الصفراوية عند الحاجة.
تجدر الإشارة إلى أن نصف العصارة التي يفرزها الكبد تنزل في القناة المرارية المشتركة مباشرة، والنصف الآخر يُخزن في المرارة لحين الحاجة إليه، وعند وصول الدهون والبروتينات إلى الأمعاء، فإن المرارة تضغط على العصارة من أجل إخراجها.
إذا كنت تعاني من مشاكل في القنوات المرارية أو تحتاج إلى معرفة المزيد عن:
ما هي الدعامة المرارية؟
قبل الحديث عن عمليات تركيب دعامة في القنوات المرارية، ولماذا قد نحتاج إلى مثل هذه العمليات؟ من المهم في البداية التعرف على الدعامة المرارية وأهمية هذه الدعامة؟
الدعامة المرارية، والمعروفة أيضًا بالدعامة الصفراوية أو دعامة القنوات الصفراوية، هي أنبوب رفيع ومجوف يتم وضعه داخل القنوات الصفراوية، وتهدف هذه الدعامة إلى معالجة الانسدادات الكلية أو الجزئية في القنوات الصفراوية، وتعمل هذه القنوات على نقل سوائل مهمة، مثل العصارة الصفراوية، التي تلعب دورًا أساسيًا في عملية هضم الطعام بعد وصولها إلى الأمعاء، وفي حالة انسداد القنوات، سواء بشكل جزئي أو كلي، تتراكم هذه السوائل؛ مما يؤدي إلى مشكلات صحية تتطلب تدخلاً سريعًا.
عندما تتراكم العصارة الصفراوية في القنوات المرارية، فإنها تعود إلى الكبد ثم تنتقل إلى الدم؛ مما يؤدي إلى ظهور مجموعة من الأعراض، وأبرز هذه الأعراض هو اليرقان أو داء الصفراء، حيث يتحول لون الجلد وبياض العين إلى اللون الأصفر، كما قد يعاني المريض من آلام في البطن، وغثيان، ومع استمرار تراكم العصارة الصفراوية، قد تتطور الحالة إلى الإصابة بعدوى خطيرة.
لذلك، من الضروري أن تبقى القنوات المرارية مفتوحة لضمان تدفق العصارة الصفراوية بشكل طبيعي، وفي حال حدوث انسداد، يتدخل الطبيب لفتح القنوات باستخدام دعامة القنوات الصفراوية؛ مما يعيد الوظيفة الطبيعية لهذه القنوات ويخفف من الأعراض.
أسباب اللجوء لـ عمليات تركيب دعامة في القنوات المرارية
السبب الرئيسي للجوء إلى عمليات تركيب دعامة في القنوات المرارية هو انسداد هذه القنوات سواء جزئيًا أو كليًا، والإصابة بالعديد من الأعراض المزعجة بعد ذلك، وتوجد العديد من الأسباب التي تؤدي إلى انسداد هذه القنوات مثل:
- الحصوات المرارية التي تكون في المرارة، ولكن قد تتحرك هذه الحصوات وتخرج من المرارة وتعمل على انسداد القنوات المرارية.
- الإصابة ببعض الأورام القريبة من القنوات المرارية مثل سرطان البنكرياس أو سرطان القنوات المرارية أو سرطان الأقنية الصفراوية.
- الإصابة ببعض الأمراض مثل التهاب البنكرياس الحاد أو المزمن، وبعض أنواع العدوى الطفيلية مثل الأسكارس.
- الإصابة بالجروح أو الندبات بعد الخضوع لعملية جراحية.
كل هذه الأسباب تؤدي إلى انسداد القناة الصفراوية وتراكم العصارة الصفراوية، وتحتاج إلى التدخل الطبي من أجل فتح القناة مرة أخرى.
أنواع دعامات القنوات الصفراوية
عمليات تركيب دعامة في القناة المرارية هي عمليات أساسها كله هو وضع دعامة داخل القناة، لذلك من المهم الحديث عن أنواع دعامات القنوات الصفراوية وهما نوعان:
- الدعامة البلاستيكية.
- الدعامة المعدنية.
كل نوع من أنواع دعامات القنوات الصفراوية له مميزاته وعيوبه واستخداماته، ويختار الطبيب النوع المناسب لحالة المريض، لذلك من المهم اختيار أفضل الأطباء لإجراء هذه العملية.
كيفية تركيب دعامة القناة المرارية باستخدام الاشعة التداخلية؟
توجد عدة طرق لإجراء عمليات تركيب دعامة في القنوات المرارية، وأول هذه الطرق هي استخدام الأشعة التداخلية، وهذه الأشعة تسمح بإجراء العملية بطريقة سهلة وبسيطة دون الحاجة إلى جراحة كبيرة، وتُجرى هذه العملية على عدة خطوات:
- يستخدم الطبيب إبرة خاصة ويُحركها خلال البطن حتى يصل إلى الكبد، وعند الوصول إلى الكبد يعمل الطبيب على حقن الصبغة من خلال الإبرة في الكبد.
- يعمل الطبيب على أخذ صور للمريض بواسطة الأشعة السينية ليصور مرور الصبغة خلال القنوات المرارية.
- بعد التصوير يُخرج الطبيب الإبرة ويُدخل أنبوب مجوف خاص في القنوات المرارية.
- يستخدم الطبيب هذا الأنبوب من أجل إدخال الدعامة إلى المكان المناسب داخل القنوات المرارية.
في هذه العملية يستخدم الطبيب في أغلب الحالات التخدير الموضعي، ولكن في بعض الحالات قد يلجأ إلى التخدير الكلي، وهذه العملية تُعطي نتائج رائعة، وتُعد من عمليات تركيب دعامة في القنوات المرارية المهمة لعلاج هذه المشكلة.
كيفية تركيب دعامة القناة المرارية باستخدام المنظار؟
الطريقة الثانية أو النوع الثاني لعمليات تركيب دعامة في القنوات المرارية هو استخدام المنظار من أجل إجراء هذه العملية، وتُعد عملية تركيب دعامة القناة المرارية باستخدام المنظار إجراءً متقدمًا وفعّالاً لعلاج انسداد القنوات الصفراوية، ويتم هذا الإجراء تحت تأثير التخدير الموضعي أو الكلي وفقًا لحالة المريض.
يبدأ الطبيب بإدخال المنظار، وهو أنبوب رفيع مزود بكاميرا وإضاءة، عبر الفم وصولاً إلى المعدة ثم إلى الاثني عشر، وباستخدام الكاميرا، يُحدد الطبيب موقع انسداد القناة الصفراوية، وبعد ذلك، يتم تمرير أدوات دقيقة عبر المنظار لوضع الدعامة في مكان الانسداد؛ مما يساعد على إبقاء القناة مفتوحة لضمان تدفق العصارة الصفراوية بشكل طبيعي.
يتميز هذا الإجراء بالدقة، وقلة الألم، وسرعة التعافي مقارنة بالجراحة التقليدية؛ مما يجعله الخيار الأمثل للعديد من الحالات.
وبشكل عام توجد طرق مختلفة لإجراء عمليات تركيب دعامة في القنوات المرارية، ويختار الطبيب الطريقة المناسبة من هذه الطرق بعد تقييم حالة المريض، وقد تبدو إجراءات عمليات تركيب دعامة في القنوات المرارية سهلة، ولكنها تحتاج إلى خبرة كبيرة، لذلك من المهم اختيار أفضل الأطباء لإجراء هذه العملية مثل الدكتور خالد الشريف – دكتوراه واستشاري مناظير الجهاز الهضمي والكبد، كلية طب القصر العيني، جامعة القاهرة – للحصول على أفضل النتائج.
الإرشادات المتبعة قبل إجراء عمليات تركيب دعامة القنوات المرارية
قبل إجراء عمليات تركيب دعامة في القنوات المرارية توجد بعض الإرشادات التي يجب على المريض اتباعها، وهذه الإرشادات تشمل:
- عادةً ما يُطلب من المريض الامتناع عن تناول الطعام أو الشراب لمدة 6-8 ساعات قبل إجراء عمليات تركيب دعامة في القنوات المرارية، خاصة إذا كانت ستتم تحت التخدير العام أو الموضعي.
- من المهم إخبار الطبيب بكافة الأدوية والمنتجات الطبيعية والصحية التي تتناولها قبل إجراء عمليات تركيب دعامة في القنوات المرارية، وذلك لأن هذه الأدوية أو المنتجات قد تؤثر على المريض أثناء العمليات، وقد ينصح الطبيب بالتوقف عن تناولها أو تناول بعضها قبل العملية.
- من المهم إخبار الطبيب في حالة تناولك للأسبرين أو الأدوية التي تعمل على سيولة الدم، وذلك لأن الطبيب قد يخبرك بالتوقف عن تناولها قبل فترة معينة من العملية.
- في حالة أن المريض يعاني من حساسية من الصبغة في حالة استخدام الأشعة التداخلية، فمن المهم إخبار الطبيب بذلك.
- سوف يأخذ المريض بعض الأدوية أثناء إجراء عمليات تركيب دعامة في القنوات المرارية، وهذه الأدوية ستجعل من الصعب القيادة إلى المنزل بعد العملية، لذلك من المهم التأكد من وجود شخص معك بعد العملية.
ما بعد عمليات تركيب دعامه في القنوات المراريه؟
بعد إجراء عمليات تركيب دعامة في القنوات المرارية، يحتاج المريض إلى فترة متابعة ورعاية لضمان نجاح الإجراء والتعافي بشكل سليم، وتشمل العناية بعد العملية ما يلي:
- بعد انتهاء الإجراء، يتم مراقبة المريض في غرفة الاستشفاء لفترة قصيرة للتأكد من استقرار حالته، وسيقوم الطبيب بمراقبة وظائف الكبد للتأكد من أن الدعامة تؤدي وظيفتها بشكل صحيح.
- يُمنع المريض في بعض الحالات من تناول الطعام أو الشراب حتى تعود وظائف الأعضاء إلى طبيعتها.
- بعد العملية يُعطي الطبيب التعليمات للمريض حول النظام الغذائي الذي يجب أن يتبعه بعد العملية، بالإضافة إلى وصف التعليمات الخاصة بالتغيير على الجرح والرعاية بعد العملية، بالإضافة إلى تحديد موعد العودة إلى الحياة الطبيعية.
- بعد إجراء عمليات تركيب دعامة في القنوات المرارية باستخدام المنظار، فإن المريض قد يُصاب بالتهاب في الحلق لمدة يوم أو يومين، بعد العملية وهذا أمر طبيعي.
- من المهم الالتزام بكافة الأدوية التي وصفها الطبيب في مواعيدها، كما أنه من المهم الالتزام بحضور مواعيد المتابعة مع الطبيب بعد العملية.<
ما هي مدة بقاء دعامة القناة المرارية؟
من أشهر الأسئلة المتعلقة بعمليات تركيب دعامة في القنوات المرارية هي ما هي مدة بقاء دعامة القناة المرارية؟ ويمكننا القول أنه يجب استبدال الدعامة بعد 3 إلى 6 أشهر بعد تركيب الدعامة، وذلك من أجل تجنب الكثير من المشكلات التي قد تسببها الدعامة مثل التهاب الأقنية الصفراوية، لأن بقاء الدعامة قد يؤدي إلى بعض المشكلات مثل:
- التهاب البنكرياس.
- يمكن أن تتحرك الدعامة من مكانها.
- الإصابة بانسداد الدعامة.
في النهاية، عمليات تركيب دعامة في القنوات المرارية هي عمليات مهمة للغاية لعلاج العديد من المشكلات الخطيرة، ولكن من الضروري اختيار أفضل الأطباء لإجراء هذه العمليات بأفضل طريقة وتحقيق أفضل النتائج، لذلك لا تترددوا في التواصل مع عيادة الدكتور خالد الشريف – دكتوراه واستشاري مناظير الجهاز الهضمي والكبد، كلية طب القصر العيني، جامعة القاهرة – ليساعدكم في إجراء هذه العمليات بأفضل طريقة والتخلص من هذه المشكلة نهائيًا.
ويمكنك أبضا ان تقرا عن :
أسئلة شائعة
هل دعامه القناه المراريه تسبب الم؟
قد تسبب دعامة القناة المرارية بعض الألم أو الشعور بعدم الراحة في منطقة البطن بعد العملية، ولكن الألم عادةً ما يكون خفيفًا ويختفي تدريجيًا مع مرور الوقت.
متي يتم ازاله دعامات في القنوات المراريه؟
تختلف المدة من حالة إلى أخرى، ولكن في الغالب فإن المريض يحتاج إلى تغيير الدعامة بعد 6 أشهر، وبعض الحالات قد يستغرق المريض عم كامل قبل الحاجة إلى تغيير الدعامة.
